يوهمك البعض انه يهتم لمصالح اسرته او مجتمعه او وطنه ، ولكن الحقيقة التي تصدم هي ان ذلك الانسان لا يهتم الا لمصالحه الشخصية الضيقة . فالكثير من يمثلون مجتماعتهم او لديهم مناصب عليا دائما ما يحركهم مصالحهم ، وكيف يكسبوا اموالا بغض النظر عن طريقة الكسب هل هي مشروعه او غير ذلك ،
فهم يتلونون فتارة تجدهم بلباس الاسرة وانه غيور على مصالحها ، وتارة اخرى تجده بلباس الوطن ، فهو يوهم الاخرين انه وطني نزيه ، وهو عكس ذلك . يحكى أن رجلا غنيا يملك ثروة كبيرة جاءته سكرت الموت فلما حضرته الوفاة جاء أولاده واجتمعوا عند رأسه ، وإذا بالرجل في تلك اللحظة يوصيهم بأن يحب بعضهم بعضا ، وألا يجور أخ على أخيه ، وإذا بهم يعاهدون هذا الوالد على أن يمتثلوا تلك الوصية ،
ودخل عليه ملك الموت فقبض روحه . وبدءوا فى تجهيز جثة هذا الوالد الكريم ، فغسلوه ، وكفنوه ، وصلوا عليه ، وذهبوا به إلىالمقبرة ، وبعد أن دفنوه ، وخرجوا من قبره ، وإذا بولد من أولاده يستأذن بقية إخوانه وأقاربه بأن ينزل مرة أخرى إلى قبر أبيه من أجل أن يطمئن على أنه قد دفن ووجه إلى القبلة، فأذنوا له . فنزل الشاب الغنى إلى قبر والده ،
وفجأة تغيب هذا الولد أكثر من ربع ساعة في قبر والده ؛ فأصاب إخوانه القلق فنزل احدهم إلى قبر أبيه لينظر ماذا يصنع أخوه في هذا القبر ، وإذا به يجد أخاه قد خلع الكفن عن جسد أبيه وأخرج يده من الكفن وجعله يبصم بأصبعه على عقد بيع لعمارة من أملاك الوالد . فلقد نزل الولد الى قبر أبيه من أجل أن يحصل على عمارة من تلك العقارات التى كان يمتلكها الوالد فنزل وفى جيبه محبرة وفى الجيب الآخر عقد بيع ،
وجعل يبصمه على عقد بيع لاحدى العمارات التى يمتلكها هذا الوالد ، وقبل أن يخرج بالعقد من أجل أن ينتفع به و أن يستمتع بتلك العمارة جاءه ملك الموت فى القبر فطرحه ، ومات الشاب . الشاهد في القصة أن الكثير من بيننا قد يدعي حب الاسرة ، او المجتمع ، او الوطن, ولكن الحقيقة تختلف تماما ،
حيث أن الكثير من الناس يهرعون لأجل مصالحهم ، وهناك من تحركه نزواته ، وشهواته ، اكانت شهوة الملك او شهوة المال او شهوات اخرى . فمن اراد ان يعمر لابد ان يسيطر على نزواته ويتخلص منها ، فكل تلك الامور من اسباب دمار الاوطان ، وخراب البيوت .